مــــقــارنة الأزواج ....موضوع يستحق القراءة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

منذ الصغر ونحن نلعب بالدمى التي تهيئنا لاشعورياً لحياة جديدة قد لا نفهم كنهها في تلكم الأيام ..ولكن نجد أنفسنا كـ فتيات
نؤدي دور الأمومة بشكل مفعم بالمرح ..فنُطعم ونقبل تلك الدمى الجميلة ..



وتمر الأيام وتكبر الأحلام ..
فنعشق قصص الغرام ..وتنمو معنا تلكم الأحلام شيئاً فشيئاً
ويزينها لنا الأعلام بعرض صور الحياة في قالب نجد فيه المثالية
ومن هنا تنطلق الخيالات إتساعاً وتتصاعد تباعاً..

لنجد أنفسنا أمام أوصاف ومقاييس صغناها وصنعناها لفارس الأحلام
مما تجعله أقرب إلى رفيق ملائكي ..



حينها قد يفرض علينا الواقع والقسمة والقدر الذي قدره الله
زوجاً لم يكن ذلك الذي طمحنا له وطمعنا فيه ..

ثم مانلبث أن نعقد المقارنات ..وتبدأ المشاكل ..

في كل لحظة نشعر بها أن شريك الحياة خرج من إطار تلك الصور

والأعظم من ذلك عندما نسمع من زوجة ثناء منقطع النظير عن زوجها الذي يتمتع بصفات نحن سبق ورسمناها لزوج المستقبل ..

فتبدأ الإضطرابات تعصف بنا ..

لنعلق على شماعة الحظ ..حظنا العاثر وهو هذا الزوج الذي رزقني الله به ولم يكن المطلوب..لحلمي

وبالطبع ليس ذلك فقط ديدن الفتاة والتي هي الزوجة بل وللزوج نصيب من حديثي السابق
فهو يسعى إلى إمتلاك زوجة تكون قريبة من الحور العين .
حتى لو لم يكن يملك أدنى صفات الجمال المقبول ..


الأحلام ومقارنة الأزواج وما يلحقه من خلافات ..
هي أمور تنغص بل تقتل الأسرة الزوجية وهي في بداية ولادتها ناسين أنا نحن بشر..

فإليكم بعض نقاط أستخلصتها من واقع بحثي
في حياة أطفال لم يعرفوا معنى الإستقرار فتارة في بيت أهليهم وتارة في بيت الجد
والخوف أن نجدهم على قارعة الطريق ذات يوم..



الحل .

1-ليعلم كلا الزوجين أن الكمال مستحيل ..فلا يتوقعان المثالية في كليهما ..


2-أن يعيا مدى المسؤولية التي هما مقدمان عليها ..فالحياة ليست أحلام يقظة نعيشهما في الرومنسية والأحلام الوردية
فلابد أن يتخللها ملح الحياة وهي المشاكل ..فلا بيت يخلو من ذلك.


3-تنمية الحب بينهما والإعتناء بذلك .فالخلل العاطفي قد يكون سبب في حصول العديد من المشاكل الزوجية التي تؤدي إلى هدم الحياة الزوجية بينهما


4-مقارنة الزوج لزوجته بغيرها من الزوجات أو العكس ..سيزد القصور الذي يلحظه الطرف في الطرف الآخر قصوراً .فتكبر الفجوة وتزداد إتساعاً.


5-لايتوقع كلا الزوجين أن الحديث عن أزواج آخرين وسكب الثناء في حقهم أن ذلك سيدعوا أحدهما أن يكون نسخة من هذا الممدوح .فلكل نفس وما طبعت وجبلت عليه من صفات ومؤهلات وهي تختلف من فرد إلى آخر ..


6-الإعلام يزرع الكثير من الصور الخيالية فيطمح كلاً منهما أن يجد مثال ماشاهد ..
لو وقفا وقفة صادقة مع ما يشاهدون لوجدوا ذلك مجرد صور ملونة لا تمت للواقع بصلة وما خفي خلف كواليس الروبرتاج ..وخلف الكم الهائل من الأصباغ ..والإضاءة والمحسنات ..كان كفيل بهدم كل تلك الصور والتصورات .



7-حديث المرأة عن حياتها الخاصة أمام غيرها ..يعتبر تنقيصاً في حق زوجها .ولتتأكد أنه لن يصلح ذلك من واقعها شيء بل من الواجب عليها إغداقه بالثناء وتغطية عيوبه أمام الآخرين ..حينها تجد نفسها محسودةً من قبلهم .وسوف ينظرون لها أنها تملك شخص مثالياً مما يعزز ثقتها فيما بعد في زوجة ولا تجد منه سوى المحاسن التي تغطي على الكثير من القصور الذي كانت تجده ..
وكذلك العكس بالنسبة للزوج .



النقطة الحاسمة .

1-أن يتعلم الزوجين فن الحبل وإرخاؤه ..
فأن رى الطرف مشدوداً من قبل أحدهما .فليرخي ذلك للطرف الآخر.
إما بالإبتعاد عن الجو المشحون في لحظته ..أوإلتزام الصمت حتى تهدأ العاصفة ..فقليل من ضبط النفس كفيل بعودة المياه إلى مجاريها ..


2-الحرص الشديد على حل الخلافات بينهما بأسلوب مقنع ومنطقي مبتداءاً أحدهما بذكر المحاسن ومضيفاً أنه كان مخطئياً حتى ولو لم يكن كذلك
وذلك من أجل إضفاء جو من الحوار الودي الذي سوف يكشف العديد من الأخطاء من أجل إصلاحها وليس من أجل إثارتها ..

3-أن رى كلا الطرفين أن المشكلة كبيرة فوق حدود الحل الثنائي بينهما
عليهما التوجة إلى شخص يلمسان فيه الحيادية ومحبة الزوجين كلاهما
ثم تنصيبه حكماً بينهما .ويثقان ثقة نهائية في ما يقرره عليهما ..
وينفذان ما يطلبه ..وتقبلا رأيه برحابة صدر بما أنه الوسيط بينهما.

مع البعد عن فتح ملف حاور وتفتيش ونبش أسرار حايتهما أمام الآخرين
سواءاً الأهل أو الأصدقاء ..
وهنا أشير إلى الأهل ..فالأغلبية تدفعه عاطفة الأبوة والأمومة للميل إلى أحدهما ضد الآخر فيشجعه على التمادي في أغلاطه والتجاوز في أخطاؤه .وهذا كفيل بخلق بركان من نار قد لاتحمد عواقبه في حالة إنفجاره ..

وليتأكد الزوجين أنه في حالة العودة إلى عش الزوجية سرعان ما يتم نسيان خلافهما بينما تبقى في أذهان الآخرين ..وقد يستغلها الشيطان ذات يوم في حالة خلاف آخر ليُفعلّها من جديد فتتراكم المشاكل تباعاً ليجدا نفسيهما أمام باب مغلق ..وحينها قد يكونا رزقا أطفالاً وماذا عسى أن يكون مصيرهم ؟؟


أيها الزوجين قليل من العقل يفي ويكفل لكما حياة زوجية سعيدة
فلتبتعدا عن سن المراهقة فقد تجاوزتما تلك المرحلة بمراحل

مشكورة الله يعطيك الف عافية